قطر تحاول تحريك أزمتها الراكدة بافتعال سيناريو تعرضها لتهديد عسكري

الاثنين 12 فبراير 2018 9:45 م
قطر تحاول تحريك أزمتها الراكدة بافتعال سيناريو تعرضها لتهديد عسكري
جنوب العرب - جنوب العرب

 تركّز قطر حملتها بمواجهة أزمتها الناجمة عن مقاطعة أربع دول عربية لها على خلفية دعم نظامها للإرهاب، بشكل رئيسي على محاولة ترسيخ وترويج سيناريو تعرّضها لـ”تهديد عسكري” من قبل جيرانها، وهو السيناريو الذي لم تعره مختلف الدوائر السياسية والأمنية الإقليمية والدولية أي اهتمام، ولم يتردّد مراقبون في وصفه بـ”الوهمي والمجافي للمنطق”، إذ لم تُبد أي من الدول المقاطعة لقطر -حسب أحد الدبلوماسيين الغربيين- أي إشارة إلى إمكانية استخدام القوّة ضدّ هذا البلد الصغير ذي الإمكانيات العسكرية المحدودة.

وعكست التحرّكات الأخيرة لوزير الدفاع القطري خالد العطية، وآخرها حضوره مرتديا الزي العسكري لما سمّته وزارته عبر موقعها على تويتر “تمرينا تعبويا” في منطقة قريبة من حدود المملكة العربية السعودية، محاولة الدوحة تسويق السيناريو المذكور، فيما بدا أنّ الهدف من الإلحاح على تلك المحاولات وتكرارها، هو لفت الانتباه للأزمة القطرية التي فشلت محاولات الدوحة في حلّها عبر استدراج وساطات من داخل الإقليم وخارجه.

وتجمّدت الأزمة القطرية عند النقطة التي حدّدتها الدول الأربع المقاطعة لنظام الدوحة؛ السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وتتمثّل في الاستجابة الكاملة لمطالب تلك الدول التي تدور في المجمل حول قطع النظام القطري لصلاته بالتنظيمات الإرهابية والعدول عن دعمها وتراجعه عن سياسة التدخّل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والتآمر على أمنها واستقرارها مع قوى وتنظيمات ودول معادية.

ولم تفلح قطر، رغم كثافة حملتها الإعلامية والدبلوماسية، وكمّ الأموال التي صرفتها على دوائر غربية سياسية وإعلامية، في زحزحة الأزمة عن تلك النقطة بفعل صلابة موقف الدول المقاطعة لها وتماسكه ضدّ أي محاولات لحلحلة الأزمة بالقفز على ما هو مطلوب من النظام القطري من التزامات واضحة.

ما يقلق الدوحة أن الأزمة تجمدت عند النقطة التي فرضتها الدول المقاطعة لها
وزار وزير شؤون الدفاع القطري، معسكر “جو السلامة” القريب من الحدود السعودية حيث ترابط قوات عسكرية قطرية محدودة العدد بشكل رمزي.

ونشرت وزارة الدفاع القطرية على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، صورا للوزير وهو بالزي العسكري لأول مرة منذ توليه المنصب، خلال تفقده لتمرين أطلق عليه اسم “مقدام” لمنتسبي هيئة الخدمة الوطنية في المعسكر.

وقالت الوزارة إن هذا التمرين “امتداد لسلسلة التمارين العسكرية الاحترافية التي تسهم في تطوير اللياقة البدنية والكفاءة القتالية لجميع أفراد منتسبي الخدمة الوطنية”.

وقاد الوزير نفسه خلال الفترة الأخيرة حملة داخل الولايات المتّحدة شملت الدوائر الرسمية الأميركية وعددا من اللوبيات ومجموعات المصالح هدفت إلى تسويق فكرة أنّ هذه الدولة العظمى موحّدة بمختلف دوائرها ومراكز القرار فيها، في الوقوف إلى جانب قطر ضدّ الدول المقاطعة لها.

ولا تخلو الحملة القطرية من أعباء وتكاليف مالية باهظة، حين يتعلّق الأمر بعقد صفقات بمليارات الدولارات لاقتناء أسلحة ومعدّات فائقة التطوّر لكنها فائضة عن حاجة القوات المسلّحة القطرية محدودة العدد.

وأعلنت قطر مؤخّرا عن منحها الولايات المتحدة امتيازات عسكرية جديدة بتوسيع قاعدة العديد وتحويلها إلى قاعدة دائمة، واستضافة قوات البحرية الأميركية. وجاء ذلك مباشرة بعد الإعلان عن اتصالات جارية مع روسيا بشأن اقتناء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية المتطوّرة آس 400.

واتضح أكثر فأكثر النهج القطري في محاولة فكّ طوق العزلة باللجوء إلى استغلال الثروة الضخمة المتأتية من مبيعات الغاز عبر المزيد من التمويل في الإنفاق الدفاعي. وبلغ حجم العقود العسكرية التي أبرمتها قطر خلال الأشهر الثمانية الأخيرة نحو 25 مليار دولار.

واشترت الدوحة طائرات من طراز آف 15 من الولايات المتحدة بعد أقل من أسبوعين من إعلان الدول الأربع عن مقاطعة قطر، في وقت بدا فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب متفهّما لدوافع تلك الدول حرصا على أمنها وحفاظا على استقرار المنطقة.

وفي ديسمبر الماضي وقّعت الدوحة اتفاقا مع فرنسا لشراء مقاتلات من طراز رافال خلال زيارة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قطر.

وأثارت الصفقة قلق المسؤولين في بريطانيا الساعية بقوة لإبرام صفقات لبيع السلاح في وقت تتفاوض على شروط انسحابها من الاتحاد الأوروبي. وبعد أيام من إبرام الصفقة مع فرنسا وقّعت الدوحة مع لندن على اتفاقية لتزويد سلاح الجو القطري بمقاتلات من طراز تايفون.

ودخلت قطر أيضا في مفاوضات لإبرام صفقة بمليارات الدولارات لشراء سفن حربية إيطالية. ولا يخفى عن المراقبين أنّ الهدف الأساسي من عقد تلك الصفقات هو شراء الصداقات مع دول كبيرة ومؤثّرة.

وتعرف تلك الدول بحدّ ذاتها أنّ سيناريو تعرّض قطر لتهديد عسكري من قبل جيرانها أمر مستبعد تماما، ومع ذلك تفضّل دوائرها الرسمية عدم الخوض في الموضوع نظرا لارتباطه بمصالح مادية كبيرة تجنيها صناعتها الحربية من وراء إثارة قطر للتوتّر مع بلدان محيطها.

التعليقات

تقارير

الاثنين 12 فبراير 2018 9:45 م

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن زعيم جبهة التحرير الوطني وحكيم الثورة العربي بن مهيدي "قتله عسكريون فرنسيون"، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لا...

الاثنين 12 فبراير 2018 9:45 م

لا تزال التكهنات تتواصل حول مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله وكيفية معرفة إسرائيل بمكانه كان أحدثها ما قاله زعيم مليشيات موالية لإيران في العراق.وفي لق...

الاثنين 12 فبراير 2018 9:45 م

هل نجا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محاولة اغتيال؟** هذا السؤال يتصدر المشهد بعد إعلان استهداف منزله في قيساريا، وسط تكهنات وتكتم حول ال...