بعد صمت، أعلن حزب الإصلاح اليمني (جماعة «الإخوان» هي نواته الصلبة) عن البراءة من تعليقات ومواقف الناشطة اليمنية الإخوانية توكّل كرمان، ضد التحالف العربي في اليمن.
توكّل كرمان سيدة معلومة العلاقات الوثيقة بأجندة «الربيع» القطرية والتركية ذات العباءة الإخوانية، ولذلك حظيت؛ مثل غيرها كالمصري وائل غنيم، بحملة تلميع عالمية، من قبل اليسار الدولي المساند لقوى الربيع العربي، التي أغلبها من «الإخوان»، وكانت ذروة هذا التلميع بمنحها جائزة نوبل للسلام عام 2011. كان ذلك خسارة لقيمة الجائزة أكثر من كونه مكسباً لتوكّل!
دأبت هذه المرأة على مهاجمة التحالف العربي، بنبرة قريبة من لهجة الحوثيين. كانت هجماتها في البداية تركز على دولة الإمارات؛ العمود الثاني بالتحالف العربي - اليمني، بعد السعودية، ولم تركز على السعودية، ثم لمّا اندلعت المواجهة بين قطر والسعودية، وطبعاً الإمارات والبحرين ومصر، هاجمت، بالتوازي مع الميديا القطرية العالمية، السعودية، لأن المايسترو الذي يحرك هذا الأوركسترا واحد.
توكّل كسبت كثيراً من هذه المواقف العدوانية ضد السعودية والإمارات، فهي تدير قناة «بلقيس» المعبرة عنها وعن مجموعتها، وهي قناة تحظى بدعم، لوجيستي على الأقل، من قطر وغيرها، ومقرها تركيا، طبعاً!
أما حزب الإصلاح اليمني، الذي هو عنصر أساسي ضمن مؤسسات الشرعية المحيطة بالرئيس هادي، الذي يتخذ من الرياض مقرّاً لها ولحكومته، فهو يعلن أنه يعمل ضمن سقف التحالف العربي، السعودية والإمارات، وعليه؛ فكلام هذه القيادية بالحزب، توكّل كرمان، لا ينسجم مع خطوات ومواقف حزب الإصلاح... كيف يستقيم هذا؟
من هنا كان بيان «الإصلاح» اليمني الأخير الذي أعلن «تجميد» عضوية توكّل، وأن حزب الإصلاح لا تعبّر عنه توكل؛ بل مؤسساته الرسمية، وكلام الأمين العام للحزب محمد اليدومي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المرأة لا تمثل (الإصلاح) لا من قريب ولا من بعيد. المملكة في مواقفها وتضحياتها من أجل اليمن واضحة للعيان».
توكّل سليطة اللسان، تنشط ضمن مظلة الأنشطة القطرية والتركية الإقليمية والدولية، وهي هاجمت بوقاحة خلال قمة «وورويك» الاقتصادية بالعاصمة البريطانية لندن، السعودية والإمارات. ودعت بعد مقتل علي عبد الله صالح للانفتاح على الحوثي؛ الأمر الذي أثار بهجة الحوثيين، ورحبوا «بيقظة» توكّل الأخيرة.
لا يحتاج المرء طبعاً إلى أن يفتش عن مدائح توكّل للدورين القطري والتركي... تحصيل حاصل هذا الكلام.
صفوة القول: «تجميد» عضوية توكّل من قبل حزب الإصلاح، ليس هو الحل النهائي، بل القطيعة؛ معها، ومع المعسكر الذي تنتمي له، تلك هي القضية الأهم من مسألة شخص إنسانة اسمها: توكّل كرمان.