بعد صمت المدافع والرشاشات اليمنية - اليمنية في عدن العاصمة المؤقتة للدولة اليمنية «الشرعية»، زار وفد عسكري وأمني رفيع من السعودية والإمارات مدينة عدن للوقوف على الاستجابة لقرار قيادة تحالف دعم الشرعية بوقف إطلاق النار.
كلنا نعلم عن نبأ المعارك المؤسفة، و«الغبية» التي ثارت بين أنصار مجلس عيدروس الزبيدي، الحاكم السابق لعدن، وأحد رموز الحراك الجنوبي، مع قوات تابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وسقط فيها قتلى من الجانبين.
الخلاف «حقيقي» بين الطرفين، وله جذور قديمة؛ أهل الجنوب، يرون أن لديهم فرصة تاريخية نادرة للخلاص من أهل الشمال، والاستقلال بحكم جنوبهم.
أهل الشمال، وهم عماد القوة السياسية والعسكرية والإعلامية التي تعتمد عليها الشرعية اليمنية، التي يرأسها رئيس جمهورية هو جنوبي، ورئيس حكومة هو أيضاً جنوبي! يرون أن الحفاظ على كيان اليمن مصلحة عليا لا تراجع عنها.
بكل حال، هذه قضية يمنية يحسمها نقاش أهل اليمن بينهم التحالف العربي - الإسلامي، الذي تقوده السعودية، وتدعمه بقوة دولة الإمارات، هو «المظلّة» التي يعمل تحتها الطرفان، والحوثي، وقبله مؤتمر صالح، انتفاضته الأخيرة، أي الطرف الانقلابي، هو عدو مشترك لأهل الشمال والجنوب.
مشهد عجيب، لكنه معتاد في اليمن، غير الحكيم حالياً، لذلك سارع التحالف العربي، من خلال وفد سعودي - إماراتي، عسكري، لإعادة الأمور لجادّة الصواب، وتذكير الغافلين بجوهر المعركة الحقيقية في اليمن، وهو استعادة الدولة اليمنية من شبكة العنكبوت الإيرانية التي ينسج خيوطها باليمن، الناسج الحوثي.
شدد بيان الوفد السعودي - الإماراتي العسكري بعدن، على ضرورة نبذ الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد. وجدد التأكيد على أن مهمة التحالف تتمحور حول إعادة الشرعية لليمن وتنفيذ قرار الأمم المتحدة 2216.
وفد التحالف شدّد من عدن على أن «هدف السعودية والإمارات واحد ورؤيتهما مشتركة». قائد عسكري إماراتي قال: «نقف مع السعودية لتحقيق المصالحة بين الأطراف اليمنية».
السعي لخلق شرخ بين السعودية والإمارات هدف رئيسي في سياسات السلطة القطرية ومعها جموع الإخوان المسلمين، لأن هذا التحالف المتين، هو الأساس الصلب الذي قامت عليه سياسات المواجهة الحازمة ضد الخمينية والإخوانية، ومن يتدروش بفنائهما من «ثورجية». هدف في حدّ ذاته، بصرف النظر عن السبب الخاص العيني، سواء في اليمن أو مصر أو العراق أو أي ملفّ، المهم لديهم نقض المبرم بين أبوظبي والرياض... لو يقدرون!
دعوة أخيرة، ليت قيادة التحالف «السياسية» تقدم عليها، مؤتمر يمني جامع لكل من هو مع التحالف، للوصول إلى كلمة سواء.