طيران الإمارات الزبون الأول والحاسم لطائرات أي 380
أعلنت شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات أمس عن فوزها بطلبية من طيران الإمارات قيمتها 16 مليار دولار لشراء طائرات أي 380 العملاقة، في صفقة حاسمة طال انتظارها والتفاوض بشأنها.
ولا تقف أهمية الصفقة عند قيمتها المالية وعدد الطائرات، بعد أن أصبحت العامل الأساسي لاستمرار إنتاج الطائرة، بعد أن أعلنت الأسبوع الماضي أنها مستعدة لوقف إنتاجها إذا لم تحصل على هذه الصفقة.
وتنفرد طيران الإمارات بعيدا كأكبر مشغل للطائرة العملاقة بأكثر من ثلثي عدد الطائرات التي دخلت الخدمة من هذا الطراز. ويضم أسطول الشركة 101 طائرة أي 380 في الخدمة حاليا، إضافة إلى 41 طائرة أخرى في دفتر طلبيات الشراء قبل الإعلان عن صفقة الجديدة.
وقد جعل ذلك مصير الطائرة العملاقة في قبضة طيران الإمارات بسبب قلة الطلبيات من شركات الطيران الأخرى، بسبب حاجتها إلى كثافة عالية في الطلب على الرحلات لضمان ربحية تشغيلها.
وواجه إتمام الصفقة صعوبات كبيرة بسبب مطالبة طيران الإمارات بإجراء تعديلات على الطائرة وضمان استمرار إنتاجها لعشر سنوات على الأقل، قبل أن تزيد رهانها على الطائرة التي أصبحت أيقونة أسطولها.
وقالت إيرباص أمس إن طيران الإمارات تعهّدت بشراء 20 طائرة من طراز أي 380 مع خيار لشراء 16 طائرة أخرى، على أن يبدأ التسليم في عام 2020، في صفقة تصل قيمتها الإجمالية 16 مليار دولار وفقا لأحدث الأسعار المعلنة.
وارتفع سهم إيرباص أمس بما يزيد على 3 بالمئة بعد الإعلان ليلامس مستوى قياسيا، بسبب أهمية الصفقة لمستقبل الشركة.
وكانت إيرباص قد أكدت مرارا أن مستقبل استمرار إنتاج الطائرة العملاقة يعتمد على طيران الإمارات، رغم أن شركات طيران أخرى مهتمة بشراء أعداد أقل من الطائرة التي تضم 544 مقعدا ويمكن تحويرها لتتسع إلى 853 مقعدا من الدرجة السياحية.
الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: لا نفشي سرا إذا قلنا إن أي 380 كانت نجاحا خالصا لطيران الإمارات
وقد لوّحت إيرباص مرارا بأنها ليس أمامها أي خيار سوى وقف الإنتاج إذا فشلت هذه الصفقة التي طال التفاوض بشأنها لعدة أشهر.
وقال جون ليهي مدير المبيعات ليهي في بيان أمس إن “هذه الطلبية الجديدة تؤكد التزام إيرباص بإنتاج الطائرة أي 380 لعشر سنوات أخرى على الأقل. أنا شخصيا مقتنع بمزيد من الطلبيات في أعقاب طيران الإمارات وأن تصنيع هذه الطائرة الرائعة سوف يستمر حتى ثلاثينات القرن الحالي”.
وتتوج الصفقة مفـاوضات شاقة واجهت خطر الانهيار عدة مرات كـان آخرها خلال معرض دبي للطيـران في نوفمبـر المـاضي، حين علقت طيـران الإمارات المفاوضات وتحوّلت إلى إبرام صفقة مع شركة بوينغ لشراء 40 طائرة من طراز بوينغ 787 الأصغر حجما.
وتشغل طيران الإمارات أسطول طائراتها من طراز أي 380 بمحركات من إنجين ألاينس ورولز رويس. وقالت مؤخرا إنها تعكف على تقييم خيارات المحركات للطلبية الأخيرة. وإنجين ألاينس مملوكة لجنرال إلكتريك وبرات أند ويتني.
وذكرت طيران الإمارات أمس في بيان إن الاتفاق الجديد سيزيد أسطولها من طراز أي 380 ليصل إلى 178 طائرة بقيمة إجمالية تبلغ نحو 60 مليار دولار.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس التنفيذي للمجموعة “لا نفشي سرا إذا قلنا إن طائرة أي 380 كانت نجاحاً خالصاً لطيران الإمارات”.
وأضاف أن زبائن طيران الإمارات “يحبون السفر على متنها، وقد استطعنا تشغيلها لخدمة العديد من الوجهات ضمن شبكة خطوطنا العالمية لأنها وفّرت لنا مرونة تامة من حيث مدى الطيران وعدد المقاعد”.
وقررت شركة إيرباص بدء إنتاج الطائرة أي 380 في عام في 2007 بهدف منافسة طائرة “دريملاينر” التابعة لشركة بوينغ الأميركية، المنافس الأكبر للمجموعة الأوروبية.
لكن تبيّن في ما بعد أن تحقيق ربح من رحلات الطائرة العملاقة ذات الطابقين، يتطلب أن تكون ممتلئة عن آخرها خصوصا بسبب كمية الوقود الهائلة التي تستخدمها محركاتها الأربعة.
ولم تسجل الشركة مبيعات كبير إلى شركات أخرى إلى جانب طيران الإمارات لصعوبة تشغيلها في معظم المطارات الصغيرة، وارتبطت الطائرة بشكل أساسي بطيران الإمارات.
وقال ليهي إن شركة طيران الإمارات هي الوحيدة القادرة على شراء 6 طائرات أي 380 على الأقل سنويا لفترة 8 إلى 10 سنوات”. ومن المتوقّع أن تعزز الصفقة ثقة الشركات الأخرى بالطائرة وتؤدي إلى إبرام صفقات جديدة.
وتأتي هذه الصفقة الحاسمة بعد نجاح إيرباص في إبراء صفقات تاريخية في الأسابيع الأخيرة لبيع مئات من أصغر طائراتها من جيل أي 320 والتي مكّنتها من الاحتفاظ بصدارة مبيعات الطائرات في العام الماضي للعام السادس على التوالي.