وضع ترامب إعلاميي العالم في مأزق حول كيفية ترجمة عبارته بشكل مقبول
أفادت تقارير بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استخدم تعبيرا فجا للإشارة إلى مهاجرين من دول معينة، وذلك في حديث بالمكتب البيضاوي.
لكن ترامب نفى استخدام التعبير الفج، قائلا إنه استخدم ألفاظا "صارمة".
وأثناء حديث مع مشرعين بشأن اتفاقية للهجرة، تساءل ترامب مستنكرا "لماذا يأتي إلينا مهاجرون من بلاد قذرة؟"، بحسب تقارير.
وبدا أن ترامب كان يشير إلى هايتي والسلفادور ودول إفريقية.
ولم يحاول البيت الأبيض نفي التصريح.
وفي وقت لاحق، قال ترامب في تغريدة بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي إن "هذه لم تكن الألفاظ" التي استخدمها.
وأضاف أن الألفاظ التي استخدمها كانت "صارمة".
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، بذلت الإدارة الأمريكية محاولات للحد من عدد أفراد عائلات المهاجرين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة، وباشرت بإجراءات لتغيير الوضع القانوني لآلاف المهاجرين الذين يتمتعون بضمانات.
ماذا قال الرئيس؟
جاء حديث ترامب أمام وفد من نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري اجتمعوا معه أمس لاقتراح اتفاقية مشتركة بشأن الهجرة.
وكان عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي ريتشارد ديربين يناقش تصاريح الإقامة المؤقتة لمواطني مناطق منكوبة أو مناطق حرب أو أوبئة، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، قال ترامب للنواب إن على الولايات المتحدة أن ترحب بلاجئين من دول مثل النرويج، التي زاره رئيس وزرائها في اليوم السابق.
ونسبت الصحيفة إليه القول "لماذا نحتاج إلى المزيد من الهايتيين؟ "
ردودالفعل
قبل نفي ترامب، قال المتحدث باسم البيت الأبيض راج شاه "يحلو لبعض السياسيين أن يناضلوا من أجل مصالح دول أجنبية، لكن الرئيس ترامب يناضل من أجل مصالح الشعب الأمريكي".
ودافع عن موقف ترامب من قوانين الهجرة، لكنه لم ينف استخدامه لغة فجة.
وطالبت مايا لوف، من الحزب الجمهوري، وهي عضو الكونغرس الوحيد الذي تعود أصوله إلى هايتي، باعتذار ترامب.
وقال النائب إليجا كامينغز من الحزب الديمقراطي "أدين هذا التصريح الذي لا يمكن التسامح معه، والذي ينطوي على ازدراء للمكتب والرئاسة".
بدوره، قال النائب أسود البشرة سيدريك ريتشموند إن "تصريح ترامب دليل إضافي على أن شعار (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) يعني (لنجعل أمريكا بيضاء مرة أخرى)".
واتهمت "الرابطة القومية لتقدم الملونين (غير البيض)" الرئيس بالسقوط في براثن العنصرية.
تقارير الإعلام
وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من نشر تقريرا عن الموضوع مستخدمة التعبير الذي استخدمه ترامب في عنوان التقرير وفي رسالة نصية أرسلت للمشتركين عبر الهواتف.
وفي بعض محطات التلفزيون الأمريكية نبه المذيعون المشاهدين إلى فجاجة التعبير أو تجنبوا استخدامه.
وفي بقية أنحاء العالم، وقع الصحفيون في حيرة حول كيفية ترجمة التعبير الفج، ففي اللغة الفرنسية استخدموا تعبير "بلاد الغائط"، وفي الصحافة الإسبانية استخدموا "بلاد القمامة"، أما في ألمانيا فاستخدموا عبارة "ثقب القاذورات".
وفي هولندا استخدموا تعبير "البلدان المتخلفة"، وفي اليابان عبارة "المراحيض العمومية".
موضوع الاجتماع
كان الاجتماع يناقش منح من يتمتعون بالإقامة المؤقتة حق المكوث في الولايات المتحدة بشكل دائم، وفي المقابل عرض مبلغ 1.5 مليار دولار لتمويل الجدار الذي يرغب ترامب ببنائه على الحدود مع المكسيك.
وكانت إدارة ترامب قد أعلنت سحب الإقامات المؤقتة من 200 ألف من مواطني السلفادور.
ويعطي القرار مهلة سنة لمواطني السلفادور المقيمين في الولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود للمغادرة أو تسوية أوضاعهم بشكل قانوني.
وكان اللاجئون قد حصلوا على حق الإقامة المؤقتة عقب وقوع هزة أرضية في بلادهم عام 2001، لكن وزارة الخارجية الأمريكية تقول إن جزءا كبيرا من البنية التحتية التي تضررت بفعل الهزة الأرضية قد أصلحت الآن.
وقد سحبت الإقامات المؤقتة من مواطني نيكاراغوا وهايتي، ويواجه مئات آلاف اللاجئين مصيرا مشابها.