بغداد
احتفل العراقيون برأس السنة الميلادية في شكل يُعد سابقة، وفيما سُمح للمرة الأولى بدخول الآلاف من أهالي بغداد إلى المنطقة الخضراء حيث ساحة الاحتفالات الكبرى، شهدت الساحات العامة في كل المدن العراقية احتفالات علنية وإطلاقاً مكثفاً للألعاب النارية.
وللمرة الأولى منذ عام 2003، سمحت السلطات العراقية بتوافد أهالي بغداد إلى ساحة الاحتفالات الكبرى داخل المنطقة الخضراء حيث نظم الفنان العراقي نصير شمة حفلاً موسيقياً كبيراً برعاية الحكومة العراقية.
وتتزامن احتفالات رأس السنة مع إعلان العراق الانتصار في شكل نهائي على تنظيم «داعش» وتحرير كل المدن التي احتلها عام 2014. كما لم يصادف نهاية هذا العام احتفالٌ ديني لدى شيعة العراق، إذ كانت مظاهر الاحتفالات تتقلّص خلال السنوات الماضية بسبب تزامنها مع مناسبات دينية.
ولوحظ أن مدينة حساسة دينياً مثل النجف شهدت ساحاتها احتفالات علنية برأس السنة، فيما نُصبت شجرة الميلاد في ساحات بغداد والمدن الأخرى، وتزيّنت بناياتها ومراكز التسوّق فيها باللافتات الضوئية التي ترحب بحلول عام 2018. كما شاركت فتيات إلى جانب شباب في رقصات ليلية على جسر «الجادرية» في العاصمة وهم يرقبون الألعاب النارية التي أضاءت سماءها.
ويقول العديد من أهالي بغداد إن هذه هي المرة الأولى التي يشهدون احتفالاً كبيراً برأس السنة مقارنة بالأعوام السابقة التي خيّمت فيها المخاوف الأمنية. ويؤكد الناطق باسم الشرطة سعد معن أن قوات الأمن أعدت خطة مسائية تستمر حتى الصباح لحماية المناسبة، ونشرت عشرات الآلاف من رجال الشرطة في الساحات التي شهدت زخماً أكبر للمحتفلين، بمن فيهم عناصر شرطة المرور التي انتشرت لتأمين حركة السير ومنع الاختناقات، فيما قُطعت طرق وسط بغداد، خصوصاً في مناطق زيونة والمنصور والكرادة. يُذكر أن القوى الأمنية لم تُسجل خلال الشهرين الماضيين أعمال عنف كبيرة في بغداد التي تراجعت فيها ظاهرة الخطف المسلح أيضاً.
وهنأ رئيس الوزراء حيدر العبادي العراقيين لمناسبة السنة الجديدة، وأكد أن عام 2017 شهد نهاية تنظيم «داعش»، وأن العراق مقبل خلال عام 2018 على انتخابات وحركة إعمار. وقال: «سيبقى عام النصر الكبير خالداً في تاريخ شعبنا تتجدد ذكراه كل عام، ونتطلع للعمل معاً من أجل الحفاظ على النصر والوحدة والمضي بالهمة والعزيمة نفسيهما من أجل إعادة الاستقرار والإعمار وإكمال عودة النازحين إلى ديارهم».
كما هنأ الرئيس فؤاد معصوم مواطنيه، وقال إن النصر على «داعش» لم يكن ليتحقق لولا تكاتف الشعب بكل مكوناته.