بدأ زعماء فلسطينيون بحملة دبلوماسية ضد القرار المحتمل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بعد ظهور تقارير رجحت أنه سيقدم على ذلك.
وقال مجدي الخالدي، المستشار الدبلوماسي للرئيس أبو مازن، إن "الرئيس الفلسطيني أجرى اتصالات بعدد من زعماء العالم ليوضح الخطر الذي ينطوي عليه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو الاعتراف بالمدينة كعاصمة رسمية لإسرائيل".
ومن بين ابرز الزعماء الذين اتصل بهم أبو مازن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال أردوغان لرئيس السلطة الفلسطينية إن "دولة فلسطين المستقلة لا بد أن تكون عاصمتها القدس الشرقية" وفقا لوكالة أنباء الأناضول.
ويسعى أبو مازن إلى عقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية لمناقشة هذه القضية.
في غضون ذلك، كان صائب عريقات، الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وماجد فراج، رئيس المخابرات الفلسطينية يجريان اتصالات في الولايات المتحدة تستهدف مناقشة قرار ترامب المحتمل، وفقا للخالدي.
وأضاف المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني أن أبو مازن حذر من "تبعات اتخاذ مثل هذا القرار لما ينطوي عليه من تهديد للعملية السياسية وجهود السلام في المنطقة".
ومن المتوقع أن يصدر الرئيس الأمريكي قرارا الاثنين المقبل بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو القرار الذي قد يحدث تحولا في السياسة الأمريكية المنتهجة منذ أمد بعيد في التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن يحدث ارتباكا في حسابات القوى العالمية.
ومنذ عام 1995، صدر قانون أمريكي يقضي بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يتماشى مع ما تستهدفه إسرائيل.
ويوقع رؤساء الولايات المتحدة المتعاقبون مذكرة تنازل عن تنفيذ القانون الصادر بشأن نقل السفارة منذ أكثر من عشرين عاما تفاديا لإثارة غضب الفلسطينيين وغيرهم من القوى العربية الداعمة لفلسطين.
ووقع الرئيس الأمريكي هذا التنازل مرة واحدة بعد التعهد لأنصاره من اليهود الأمريكيين بأنه سوف يتخذ القرار النهائي بشأن تفعيل دائم لقانون نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.
ويحل الموعد المقبل لتوقيع الرئيس الأمريكي لتنازل الإدارة الأمريكية عن تنفيذ قانون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الاثنين المقبل، لكن ترامب يخطط للإدلاء بحديث في هذا اليوم عن القضية، وذلك قبيل بدء مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكين زيارته إلى تل أبيب.
ووصف البيت الأبيض التقارير التي أشارت إلى رفض ترامب التوقيع على التنازل لتأجيل تنفيذ القانون بأنها لا تستند إلى أدلة، لكن مصادر أمريكية قالت لوكالة أنباء فرانسبرس إن الرئيس الأمريكي سوف يعلن القدس عاصمة رسمية لإسرائيل.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية عام 1967 بعد "حرب الأيام الستة"، كما حولت تبعية القدس الشرقية إلى الإدارة الإسرائيلية، في تحرك لم يلق اعتراف المجتمع الدولي حتى الآن.
وتزعم إسرائيل أن المدينة بأكملها هي عاصمتها في حين يريد الفلسطينيون الجزء الشرقي من القدس عاصمة لدولتهم المحتملة.
وكان الموقف الأمريكي الرسمي التقليدي يتضمن ضرورة إخضاع الأمر بأكمله للتفاوض بين طرفي الصراع.