بعد حديث السيسي.. مسؤول كبير يخرج عن صمته ويقرر: لن أستمر!
في تطور سياسي لافت ألقى بظلاله على مشهد انتخابات مجلس النواب المصري، أعلن اللواء كمال الدالي، محافظ الجيزة الأسبق والمرشح البارز عن "حزب الجبهة الوطنية"، انسحابه رسمياً من جولة الإعادة في الانتخابات، بالتزامن مع إعلان استقالته من الحزب.
وجاء قرار "الدالي"، الذي يشغل منصب أمين الحزب بمحافظة الجيزة، مساء الأربعاء عبر بيان مفاجئ، وسط أجواء سياسية مشحونة أعقبت حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ضرورة التصدي لتزوير الانتخابات، وهو ما أسفر عن إلغاء الهيئة الوطنية للانتخابات نتائج 19 دائرة انتخابية بالكامل في 7 محافظات، رغم أن دائرة الدالي لم تكن ضمن الدوائر الملغاة.
"القيم قبل المنافسة" وفي بيانه المنشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، برر الدالي قراره بـ"الحكمة" وتغليب العقل، قائلاً: "لقد وقفت مع نفسي وقفة رجل يحترم من يقف خلفه.. وسألت نفسي: هل الأنسب الآن هو الاستمرار أم أن الحكمة تقتضي الاعتذار؟ ومن هنا جاء قرار الاعتذار".
وأضاف الدالي في رسالة لجمهوره: "أعلم أن القرار قد يثير دهشة البعض، لكنني واثق أنه سيُقرأ مع الوقت على أنه قرار قدّمتُ فيه العقل على الطموح، والقيم على المنافسة". وشدد على نزاهة مسلكه خلال السباق الانتخابي مؤكداً: "أشهد الله أنني ما اقترفت خطأً قط".
سياق مضطرب ويأتي انسحاب مسؤول بحجم الدالي، الذي يُعد من أركان العملية الانتخابية في الجيزة، ليعكس حالة الارتباك التي شابت المرحلة الأولى من الانتخابات (10 و11 نوفمبر). وكانت الرئاسة المصرية قد تدخلت بشكل مباشر، حيث دعا الرئيس السيسي الهيئة الوطنية للانتخابات إلى عدم التردد في إلغاء النتائج حال ثبوت تجاوزات، وهو ما حدث بالفعل في دوائر واسعة، تمهيداً لجولة إعادة مرتقبة في 3 و4 ديسمبر المقبل.
واختتم الدالي بيانه بالتأكيد على استمراره في العمل العام خارج الإطار الحزبي والانتخابي، قائلاً: "ما كنت يوماً أبتغي جاهاً ولا مالاً.. ما بيننا علاقة تمتد بالجذور، وسأبقى بينكم ومعكم".