بعد عملية استهداف قادة حزب الله وفي مقدمتهم السيد حسن نصرالله خرج الحزب من حالة الصدمة التي تعرض لها بسرعة،كما ظهر ذلك في خطاب الشيخ قاسم نعيم والذي وضح فيه آلية المواجهة والعمل المؤسساتي التي تعمل بها دوائر ومؤسسات الحزب،وأن هذه العودة السريعة للتنظيم تشير بصورة واضحة الى مرونة الحزب وقدرته على التعامل مع التحديات التي يتعرض لها،وبأستطاعته إعادة أنتاج نفسه وتطويرها بسرعة،وهذا ما انعكس بالفعل من خلال الادارة المتجددة التي أستطاعت الخروج من بوتقة الفقد الى عملية مسك الارض من جديد وإدارة زمام المبادرة من جديد في الميدان.
العدو الاسرائيلي وبالرغم من امتلاكه للترسانة العسكرية المتطورة والدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة الامريكية والعالم إلا أنه فشل في محاولة الدخول الى الاراضي اللبنانية من ثلاث محاور وذلك بسبب المقاومة الشديدة من حزب الله،إذ يظهر الفشل الكبير للعدو الاسرائيلي قدرة الحزب على مواجهة التحديات العسكرية المباشرة،حتى في ظل الضغط الاسرائيلي والدعم الدولي،إذ تؤكد التقارير الميدانية أن حزب الله بدأ في تغيير تكتيكاته العسكرية ومواقعه مما يعكس قدرته على تنظيم نفسه بسرعة والتعلم من المعركة وقدرته العالية على أستيعاب نقاط الضعف لتجنب أي اختراقات مستقبلية والتكبف وإعادة ترتيب صفوفه،والارتقاء بالقيادات الشبابية الجديدة وتعزيز التكتيكات العسكرية، بما في ذلك أستخدام الوسائل الحديثة من أسلحة متطورة وذكية التي بدأت بتغيير قواعد المواجهة من خلال استهداف عمق إسرائيل الحيوي،الامر الذي يظهر قدرات الحزب التكنولوجية والعسكرية.
المرحلة الحالية تتمثل برغبة حزب الله على الثأر والانتقام وأصبح يمتلك حافزاً كبيراً لاستعادة التوازن وزمام المبادرة وتغيير المعادلة لصالحه،وهذا ما شهدناه من خلال الضربات المركزة والنوعية التي يقوم بها باستهدافه للمواقع العسكرية،بالاتساق مع إعادة بناء نفسه بقدرات شبابية متطورة،مع حذره الشديد على ضرورة ان يكون العمل القادم قائم على التخطيط الدقيق والمدروس، من خلال تفعيل دور المؤسسات والوحدات في داخل حزب الله وبما يحقق الفاعلية في الساحة السياسية والعسكرية ويأتي ذلك من خلال أيمانه المطلق بالقدرات الروحية والتوكل على الله وهو ما يحتمه الثبات في مواجهة الضغوط في الميدان،لذلك فان إسرائيل باتت تواجه صعوبات في السيطرة على الموقف،بالمقابل فان حزب الله مستعد لمواجهة التطورات التكنولوجية والتطور الهائل في ميدان الاتصال والذكاء الاصطناعي،والتي أصبحت جزءاً اساسياً من المعركة،إذ ان هذه الامكانات تضاعف بشكل كبير منذ حرب 2006 ما يعزز موقفه في أي مواجهة مستقبلية.