يابانية شغوفة بالألعاب الإلكترونية في عمر التسعين
تقوم اليابانية، هاماكو موري، البالغة 90 عاما يوميا بتمارين للمحافظة على رشاقة أصابعها، ولكنها ليس لحياكة الصوف أو التطريز بل لممارسة الألعاب الإلكترونية.
المتقاعدة الملقبة ”الجدة اللاعبة“ تمضي ثلاث ساعات أو أكثر يوميا في محاربة الوحوش وشن هجمات في عوالم افتراضية ضمن ألعابها الإلكترونية المفضلة وتملك أيضا قناة خاصة عبر ”يوتيوب“ لمتابعيها.
وتقول صاحبة الشعر الأشيب خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس عبر الإنترنت: ”أنا شغوفة بممارسة الألعاب الإلكترونية كل يوم“.
وتضيف: ”أتمتع بكل يوم“ مشددة على أن الفوز على أحد أعدائها على الشاشة يساعدها في التخلص من الضغط النفسي والتوتر.
وتبدأ موري المقاطع المصورة التي تبثها عبر قناتها على ”يوتيوب“ بتحية ودية وانحناءة، إلا أن تصرفاتها المتزنة هذه تختفي ما أن تبدأ اللعب فتتحول إلى مطلقة نار شرسة في لعبة ”كال أوف ديوتي“ أو مستخدمة متمرسة للسيف ”في نير: اوتماتا“.
وتقيم موري في شيبا في جنوب شرق اليابان مع عائلتها وهي صاحبة رقم قياسي مدرج في موسوعة ”غينيس“ كعميدة اللاعبين عبر ”يوتيوب“.
ويقول حفيدها الوحيد كييسوكه ناغاو (43 عاما) لوكالة فرانس برس: ”تمارس هذه الألعاب على الدوام.. أظن أنها مختلفة قليلا عن الناس العاديين فهم لا يتحمسون كما تفعل على ألعاب الفيديو“.
وموري ليست جديدة على عالم الألعاب، فقد مارست أكثر من 200 لعبة منذ بدأت هذه الهواية قبل أربعين عاما.
وكانت أول منصة ألعاب اقتنتها من نوع ”كاسيت فيجن“ في العام 1981 بعدما أثار هوس أولادها باللعبة فضولها، وتقول: ”اكتشفت أن ثمة أمرا مثيرا جدا في العالم“.
ومارست موري غالبية الألعاب الشهيرة في العالم ومنها ”سوبر ماريو بروذرز“ و“دراغن كويست“ و“فاينل فنتاسي“ و“كال اوف ديوتي“ وتقر أحيانا بأنها تبقى حتى الساعة الثانية صباحا أمام الشاشة.
ومن ألعابها المفضلة ”غراند ثيفت أوتو“ الزاخرة بالمغامرات والحركة و“إلدر سكرولز 5: سكاريريم“. وتؤكد ”يمكن القيام بأي شيء تريد“ في هذه الألعاب واصفة إياها بأنها ”محفز في حياتي“.
وتلعب موري عادة بمفردها في المنزل لكنها أطلقت قناة عبر ”يوتيوب“ العام 2014 للتواصل مع لاعبين آخرين.
وتبث مقاطع جديدة يصورها حفيدها ثلاث أو أربع مرات في الشهر وقد استقطبت 300 ألف مشترك وملايين المشاهدات مع مضامين تظهرها وهي تلعب أو في حياتها اليومية.
وتقول موري اللاعبة التسعينية: ”من الممتع أن يراني أناس كثر بدلا من اللعب بمفردي“.
وبين المقاطع المصورة المنشورة، واحد يظهرها وهي تطفئ شمعات عيد ميلادها التسعين مع عائلتها وآخر وهي تخرج منصة ”بلايستايشن“ جديدة من علبتها.
في سن التسعين تتمتع موري بلياقة كبيرة إلا أن بعض الألعاب المتطورة جدا تحتاج إلى حركات يد رشيقة قد تبدو صعبة عليها.
وفي هذا الصدد تقول: ”الأمور باتت أصعب فعلا“ واصفة التمارين التي تقوم بها لأصابعها ويديها يوميا لتكون مستعدة لممارسة هذه الألعاب.
إلا أن موري لا تنوي اعتزال اللعب حيث تضيف: ”لن أتوقف لأنها باتت صعبة، فممارستها أفضل من عدم القيام بأي شيء.. أريد أن ألعب بطريقة جيدة مهما بلغت من العمر، أريد أن أواصل اللعب قدر الإمكان“.
وتشجع موري مسنين آخرين على ممارسة الألعاب الإلكترونية، أو إيجاد هوايات أخرى ليستمروا في نشاطهم.
وتوضح: ”ليس بالضرورة أن تكون ألعابا إلكترونية، لكن من الجيد القيام بأمر ما“، وكانت موري تمارس السباحة بشكل منتظم حتى سن الثمانين ولا تزال تحيك الصوف.
وتقول إنها تدرك الإدمان المرافق أحيانا للألعاب الإلكترونية ولا سيما في صفوف الشباب إلا أنها تشير ألى أن هذه الألعاب قد تكون ساعدت كثيرين في تحمل إجراءات العزل بسبب وباء كوفيد-19.
وتنتظر موري بفارغ الصبر طرح منصة ”بلايستايشن 5“ في وقت لاحق من السنة قائلة: ”الأمر يشعلني كثيرا، أريد واحدة منها، أصر على ذلك“.