الحرائق في المنطقة الريفية من نيو ساوث ويلز
يشهد شرق استراليا الجمعة نحو مئة حريق، واقر الاطفائيون بأنهم يواجهون صعوبات في السيطرة على أخطر هذه الحرائق التي كانت هذه السنة شديدة الوطأة بشكل خاص.
وقال شان فيتزيمونس مسؤول أجهزة مكافحة الحرائق في المنطقة الريفية من نيو ساوث ويلز لقناة ايه بي سي العامة "لم يسبق أن شهدنا كل هذا العدد من الحرائق في الوقت نفسه وعلى هذا المستوى من الخطورة".
وأقر ان الاطفائيين يلاقون صعوبات كبيرة في مكافحة كل هذه الحرائق.
ومن نحو مئة حريق مشتعلة في المناطق الريفية لولايتي نيو ساوث ويلز وكوينزلاند، اعتبر 17 حريقا خطرة ولم تتم السيطرة عليها حتى مساء الجمعة في استراليا.
وتسجل مثل هذه الحرائق سنويا في استراليا خلال فصلي الربيع والصيف الخاصين بها.
لكن هذه السنة هجمت الحرائق بشكل كثيف ومبكر. فقد اندلعت أولى الحرائق في ايلول/سبتمبر في شمال ولاية نيو ساوث ويلز (جنوب شرق) وصولا الى المناطق الاستوائية في كوينزلاند (شمال شرق).
ومع هذه البداية الماساوية لموسم الحرائق، يبدي علماء قلقهم بشأن ما سيحدث في الاشهر القادمة.
فقد ادى التغير المناخي وأحوال جوية سيئة الى جفاف استثنائي مع نسبة رطوبة ضعيفة ورياح قوية تسهم في انتشار اللهب في الغابات.
ولم تسجل اية وفاة حتى الان رغم ان العديد من المباني دمرتها النيران ووجد الكثيرون أنفسهم عالقين وسط اللهب في منازلهم.
وتمتد بؤر الحرائق على مساحة تمتد على طول نحو ألف كلم على ساحل المحيط الهادىء ويعاني الاطفائيون في مواجهتها رغم الاسناد الذي تقدمه 70 مروحية.
وقال اطفائيو نيو ساوث ويلز "اليوم (الجمعة) كان يوما صعبا وخطرا. للاسف هناك الكثير من الناس الذين طلبوا المساعدة، لكن ازاء اتساع وسرعة الحرائق لم نتمكن من الوصول الى الجميع سواء عبر الطريق او بالمروحيات".
وقالت سلطات الولاية ان الحرائق تجاوزت مناطق الاحتواء وتم غلق قسم من الطريق السريع الرابط بين سيدني وبريسبان.
وعلى طول ساحل سنشاين في كويزلاند أمرت الشرطة باخلاء تام لضاحية تيوانتين التي يقطنها نحو 4500 ساكن، قبل ان تعدل عن قرارها.
وفي بعض المناطق وجد السكان انفسهم عالقين وتلقوا تعليمات ب "البحث عن ملجا لانه فات أوان المغادرة".
وقطعت اذاعات محلية برامجها لتوجيه التعليمات بشأن سبل النجاة من حريق في حال وجود أشخاص عالقين في منزل او سيارة.
وعلى طول الساحل الواقع جنوب سيدني وشمالها، نشر سكان أشرطة فيديو وصورا على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر سحب دخان برتقالية اللون وأشجار كينا بارتفاع عدة طوابق تلتهمها السنة اللهب.
وهذه المنطقة هي الموطن الطبيعي للدب الاسترالي (كوالا) الذي يتغذى من أوراق أشجار الكينا وقد تكون مئات من الدببة نفقت بسبب الحرائق، بحسب تقديرات السلطات.
ومن المتوقع ان تهدأ الرياح القوية وتخف درجات الحرارة التي يشهدها الان شرق استراليا، خلال نهاية الاسبوع ما سيتيح مهلة على جبهة الحرائق.
وأعلنت استراليا هذا الاسبوع تفعيل برنامج مساعدات مالية لمواجهة آثار الجفاف.
والجفاف من خصائص استراليا لكن العلماء يرون ان المناخ الجاف استفحل بسبب التغير المناخي.