"قليل الخليفة يدوا عزاه لمين، يدوا عزاه لكل مين حاضرين"
فن العدودة (المعددة).
أن هوية العدودة لا تتحدد بملفوظها اللغوي فقط، بل بعنصر أخر وهو الأداء، الذي لا ينفصل بتاتا عن اللفظ.
حيث يتناغم معه في الموسيقي والجناس والطباق بالإضافة الي التنغيم.
العدودة هي تلك الأقوال التي تقال بنص شفهي، بتوجية مباشر من الملقية إلي المستمعين، في ظل وقت معين وظرف معين وهو الحزن نتيجة فقدان عزيز من البشر.
التطريحة.
يضاف إلي العدودة شريحة كبيرة آخري تسمي (التطريحة)، وهي الأداء الجسدي المصاحب للاقوال، وهي أيضا تعدد المقاطع المستخدمة في القول.
والتطريحة لا تتعدي الكلام اليومي المستخدم ولكنه بشكل منغم تضاف علية نغمة أو إيقاع لساني حزين.
نظرة فنية.
لو نظرنا لفن العدودة علي أنه من التراث الشعبي المصاحب للحياة البشرية منذ القدم وحتي وقتنا الحالي، نجده يمتاز بالسرعة في التأليف والأنتاج لأنه يمكن القول بأنه نتيجة ظرف طارئ ممثل في الوفاة حيث تقوله المعددة بصورة تلقائية أو فطرية نابعة من فطرة مكانية وبيئة جغرافية محددة.
فن خاص بالعجائز من النساء.
وتسمي المرأة التي تحترف العدودة (الشلايات)، وفن العدودة يعد فن شفهي من الأدب الشعبي ولكن يختلف عن باقي الفنون الشعبية في كونه خاص بالنساء وخاصة العجائز منهم فقط، كما أنه يدور في فلك بعض الأسر وخاصة الريفية منهم او القروية.
اطمحال فن العدودية.
واجة العدودية الكثير من التضيقات وخاصة إبان القرن العشرين و ما قبلها من تهميش لدور المرأة، الأمر الذي أدي الي عدم التبادل الفكري الثقافي بين الإقليم لذلك كان كل مجتمع له طرائقة وطباعة في العدودية.
الشعب يستهلك التراث ولا ينتجة ولا القدرة علي انتاجة ولا المحافظة علية، وكذلك تحريم الشرع والدين لهذا الفن وخاصة حين تتعمد العدودة ذكر حسنات للمتوفي وليست فيه، كلها عوامل أدت الي أندثار هذا الفن والبعد عنه.