عناصر من الجيش لتأمين الأماكن الاستراتيجية عقب تفجيرات بروكسل
أعلنت السلطات البلجيكية إحباط هجوم إرهابي أمس قبل ساعات من التنفيذ، من خلال اعتقال شاب بلجيكي يبلغ من العمر 22 عاما، وقالت النيابة العامة البلجيكية في بروكسل، إن عملية الاعتقال جاءت في إطار التصدي لخطر الإرهاب. ولكن المتحدث باسم النيابة العامة إريك فاندير سيبت رفض إعطاء أي معلومات تتعلق بالتحضير لهجوم إرهابي، وقال إن المشتبه به يجري استجوابه من جانب قاضي تحقيقات والذي سيحدد مدة الحبس الاحتياطي لحين إنهاء التحقيقات.
وحسب وسائل الإعلام المحلية، فقد جرت عملية الاعتقال فجر السبت الماضي في منزل جدة المشتبه به في بلدية «وافير» القريبة من بروكسل. وقالت صحيفة «لادورنيير إيور» على موقعها بالإنترنت، إن الشرطة اصطحبت معها جهازا محمولا وهاتفا وجلبابا، وذلك عقب انتهاء عملية المداهمة، التي شارك فيها خمسة عناصر من قوة مكافحة الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن الشاب، الذي اعتنق الإسلام قبل فترة، أفاد قبل اعتقاله بأن جدته لا علم لها بالأمر. ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الشاب زار أفراد أسرته لتوديعهم قبل تنفيذ الهجوم الإرهابي. ونقلت الصحيفة عن جدة المشتبه به أن الشاب، قد عانى كثيرا بعد مقتل والدته، وكان يتصرف بشكل سيئ للغاية ولكن بعد اعتناق الإسلام أصبح هادئا جدا.
وفي خريف العام الماضي، جرى الإعلان في بروكسل، عن إحباط عدة هجمات إرهابية، وتجنيب البلاد وقوع أحداث مؤسفة من جديد، بعد أن تعرضت لهجوم في 22 مارس (آذار) 2016 شمل مطارا ومحطة قطارات داخلية، وأودى بحياة 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وقال رئيس الوزراء شارل ميشلان: أجهزة الأمن البلجيكية نجحت في تجنيب البلاد الكثير من الأعمال الإرهابية، وحذر من أن التهديد الإرهابي في البلاد لا يزال قائماً رغم انخفاض مستواه إلى 2 بعد أن كان 3 لأشهر طويلة.
وحسب شارل ميشلان خلال تصريحاته لوسائل إعلام محلية في بروكسل، فإن التهديد يختلف عن وقت الهجمات عندما واجهنا منظمات إرهابية خطيرة، وتابع قائلاً: «اليوم، نواجه أفراداً معزولين متطرّفين وحدهم في ركنهم»، مؤكداً على أن أجهزة الأمن في حالة تأهب دائم.
وأضاف رئيس الحكومة «لقد تعامل القضاة مع عشرات القضايا الإرهابية، وحكم على عشرات الأشخاص، ووراء كل إدانة، تجنب أفعال خطيرة محتملة، من المؤكد أن خدماتنا الأمنية قد تجنبت الكثير من الهجمات».
وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، صدر قرار مجلس الأمن القومي البلجيكي، ونص على تخفيض حالة التأهب الأمني التي عرفتها البلاد منذ ما يزيد على عامين لمواجهة أي مخاطر إرهابية، واستثنى القرار، بعض المراكز الاستراتيجية في البلاد التي ستعرف بقاء حالة التأهب الأمني على وضعها الحالي.
وكان رئيس الوزراء شارل ميشلان، قد أعلن أن هيئة تقييم المخاطر والتهديد الأمني قد أوصت بخفض مستوى التأهب إلى الدرجة الثانية بسبب عدم وجود دلائل كافية تفيد بوجود تهديدات أمنية وشيكة وواقعية.
وقد عاشت البلاد على وقع مستوى تأهب أمني عند الدرجة الثالثة بشكل مستمر منذ هجمات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وتم خلال هذه الفترة رفع المستوى إلى الدرجة القصوى أي الرابعة لمدة محدودة، خاصة بعد هجمات بروكسل في 22 مارس 2016، وأوضح رئيس الوزراء أن خفض مستوى التأهب الأمني لا يعني انتفاء حالة التهديد والعودة إلى الوضع الطبيعي تماماً، حيث «يجب أن نبقى حذرين، فقد استقرت في بلادنا ثقافة الأمن»، حسب كلامه.
وسبق أن قال وزير الداخلية السابق جان جامبون، إن الجهود التي قامت بها الأجهزة الأمنية والقضائية، أسفرت عن الحد من تحرك ما يطلق عليه الإرهابي المحتمل، وقال الوزير في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية إن هناك 300 شخص صدرت ضدهم أحكام في قضايا تتعلق بالإرهاب منذ تنفيذ الاعتداء الإرهابي على المتحف اليهودي في بروكسل في مايو (أيار) من العام 2014 بحسب أرقام مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر الإرهابية التابع لإشراف الحكومة.