شواهد إثبات الجريمة الإيرانية
تمكّنت القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من إحباط هجوم حاول المتمرّدون الحوثيون شنّه بطائرة مسيرة من صنع إيراني على موقع لقوات الشرعية على الساحل الغربي اليمني.
ويمثّل اللجوء المتزايد إلى استخدام هذا النوع من الطائرات المهرّبة من إيران إلى اليمن، أحد أوجه التصعيد الذي لجأت إليه ميليشيا الحوثي بدفع من طهران نفسها، والتي يقول محلّلون سياسيون إنّ عملها على تعقيد الملف اليمني وعرقلة محاولات حلّه سلميا، جزء من تكتيكاتها بمواجهة خصومها في المنطقة، وفي مقدّمتهم المملكة العربية السعودية التي تعمل بجدّ بالتعاون مع حلفاء لها داخل الإقليم وخارجه على التصدّي للنفوذ الإيراني.
وقد مثّلت الأراضي السعودية نفسها هدفا لهجمات الحوثيين العشوائية بتلك الطائرات إضافة إلى الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع.
وتكتيكيا تمنح الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية ميليشيا الحوثي إمكانية المناورة عن بعد، بعد أن انقلبت موازين القوى على الأرض ضدّها بشكل كبير، وتراجعت قدرتها على المواجهة في جبهات القتال بشكل مباشر.
الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية أدوات للتصعيد تمنح الحوثيين إمكانية المناورة عن بعد في ظلّ تراجعهم الميداني وتناقص قدراتهم على المواجهة المباشرة على الأرض. وهي سياسيا أداة إيرانية لخلط أوراق الملف اليمني وتعقيد سبل حلّه سلميا.
ومنيت الميليشيا بسلسلة هزائم موجعة في عدد من الجبهات من بينها جبهة الساحل الغربي بالغة الأهمية، حيث تقع محافظة الحديدة التي يمثّل ميناؤها شريان حياة رئيسيا للمتمرّدين ومنفذا لإمدادهم بالسلاح الإيراني المهرّب عبر البحر.
وأعلن، الأربعاء، عن سيطرة قوات الجيش والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، على سلسلة جبال في محافظة تعز، بجنوب غرب اليمن، بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.
ونقلت وكالة الأناضول عن قائد جبهة كرش في الجيش اليمني، العقيد محمد فريد سعيد، قوله إن “قوات الجيش والحزام الأمني والمقاومة الشعبية، سيطرت على مواقع مهمة بالقرب من مدينة الراهدة، ثاني أكبر مدن تعز”.
وأوضح سعيد أن القوات اليمنية شنت هجوما كبيرا من عدة محاور على مواقع الحوثيين ما أدى لاندلاع معارك عنيفة بين الجانبين، انتهت بالسيطرة على جبال الغريب، ونجد الرخوة، ودار العرقوب، والمرخام جنوب شرق الراهدة. وتكمن أهمية تلك الجبال في أنها تشرف على الطريق المؤدي إلى مركز مدينة الراهدة وفق المصدر نفسه.
ومن جهتها قالت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية “وام”، الأربعاء، إنّ الوحدة الخاصة بالدفاع ضد الطائرات المسيرة ضمن القوات المسلحة الإماراتية تمكّنت من السيطرة على طائرة مسيرة من نوع “قاصف1” الإيرانية محملة بالمتفجرات كانت موجّهة نحو مواقع للقوات اليمنية الموالية للشرعية والمدعومة من قبل قوات التحالف العربي في الساحل الغربي لليمن.
وأوضحت الوكالة أنّ الفرق المختصة اكتشفت خلال فحص مكونات الطائرة وجود كمية من المواد المتفجرة كانت معدة للاستخدام ضد الأهداف المختارة.
وبحسب خبراء أمنيين وعسكريين، فإنّ اقتراب هذا النوع من الطائرات من مياه البحر الأحمر من شأنه أن يمثّل تهديدا إضافيا للملاحة الدولية، إضافة إلى خطر الألغام البحرية والزوارق المفخّخة والصواريخ التي سبق للحوثيين أن استخدموها ضدّ سفن كانت تسلك ذلك الممر البحري الهام لمختلف بلدان العالم.
ويقول الحوثيون إنّ الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي يستخدمونها بشكل متزايد في حربهم باليمن، مصنّعة محليا، الأمر الذي ينفيه الخبراء والمختصّون بشكل قطعي مؤكّدين استحالته تقنيا في الظروف العادية، فضلا عن ظروف الحرب التي يشهدها اليمن.
وبات في حكم القناعة الراسخة محلّيا وإقليميا ودوليا أنّ مصدر تلك الأسلحة هو إيران. وقال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، الأربعاء، إن مسلحي الحوثي اتخذوا ميناء الحديدة بغرب البلاد، منفذا لتهريب الصواريخ الإيرانية، معتبرا ذلك عاملا من عوامل إطالة أمد الحرب وما يترتّب عنها من معاناة لليمنيين.