التغيير مؤكد
أثارت مغادرة رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر، الجمعة، مدينة عدن العاصمة المؤقتة، إلى المملكة العربية السعودية، تساؤلات حول الهدف منها في ضوء تسريبات عن أن بن دغر سيناقش كيفية تنفيذ التفاهمات الأخيرة التي أنهت المعارك في عدن.
وهذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها بن دغر عدن، منذ المواجهات التي دارت بين قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة، والقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، نهاية يناير الماضي.
وقال مصدر حكومي إن بن دغر غادر المدينة إلى الرياض، برفقة وزير المالية أحمد عبيد الفضلي، ووزير حقوق الإنسان محمد عسكر.
ولم يورد المصدر تفاصيل حول طبيعة الزيارة، أو المدة التي ستستغرقها، مكتفيا بالقول إنها تأتي للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لبحث عدد من الملفات.
ويقيم الرئيس هادي مع مستشاريه، بالإضافة إلى عدد من وزراء الحكومة، في الرياض، منذ منتصف العام 2015، عقب سيطرة مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، على العاصمة اليمنية صنعاء، أواخر العام 2014.
وفيما تقول أوساط مقربة من الحكومة إن الزيارة تتعلق بترتيبات الوديعة السعودية، ومناقشة أوضاع المغتربين اليمنيين في المملكة، فإن مصادر مطّلعة تؤكد لـ”العرب” أن بن دغر استدعي للرياض في سياق مناقشات تتم بين الفرقاء اليمنيين للاتفاق على حكومة كفاءات مصغرة تضم عددا محدودا من الوزارات السيادية والخدمية الرئيسية.
وتقول المصادر إن زيارة السعودية، وإن كان ظاهرها وضع ترتيبات التصرف في الوديعة السعودية، إلا أن بن دغر قد يتم إعلامه في لقائه بالرئيس هادي بضرورة التنحي في سياق تنفيذ التفاهمات التي رعاها التحالف العربي بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتقوم تلك التفاهمات على إعادة بناء مؤسسات الشرعية لتضم كوادر من الجهتين والقطع مع حكومة يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني.
وأكدت المصادر أن التغيير الوزاري مؤكد وأن الخلاف على منصب رئيس الوزراء ما يزال قائما، متوقعة أن يعقد الرئيس هادي اليوم السبت لقاء بهيئة مستشاريه لتحديد موقف مؤسسة الرئاسة والحكومة التابعة لها من التفاهمات، وخاصة ما تعلق بالأسماء المعروضة لرئاسة الحكومة والوزراء الجدد.
ويسعى التحالف العربي لاستيعاب المجلس الانتقالي وجماعة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الحكومة القادمة.
والأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة المصغرة نجد بينها رئيس الحكومة الحالي أحمد بن دغر، ورشاد العليمي القيادي بحزب المؤتمر، وأبوبكر العطاس أول رئيس وزراء في حكومة الوحدة اليمنية، وعبدالعزيز المفلحي محافظ عدن السابق.