جاهزون للأسوأ
تسعى موسكو لتعزيز دفاعات قواعدها العسكرية في سوريا وذلك عقب أيام من إسقاط هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) لطائرة روسية في إدلب.
وجاء القرار الروسي بعد يوم من إعلان الجيش السوري عن نشر دفاعات جوية جديدة وصواريخ مضادة للطائرات على الجبهات في محافظتي حلب وإدلب.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها الأربعاء إن روسيا تعزز دفاعات قواعدها العسكرية بسوريا وتراقب الوضع في منطقة عدم التصعيد بمحافظة إدلب نظرا لأن تركيا لم تنشر حتى الآن مواقع للمراقبة في المنطقة.
وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين اتفقا على تسريع إنشاء نقطة المراقبة الرابعة في محافظة إدلب، ضمن اتفاق “تخفيف التوتر” الذي وقع في أكتوبر الماضي.
وقالت تركيا الأحد إنها تجاوزت سوء الاتصال في ما يخص نشر نقاط المراقبة بموجب اتفاق “تخفيف التوتر” في محافظة إدلب، وذلك بعد أيام من عرقلة تثبيت النقطة الرابعة في ريف حلب الجنوبي.
ويرى متابعون لتطورات الأزمة في سوريا أن تركيا هي الطرف المقصود من القرار الروسي في ظل تنامي شكوك موسكو في نوايا أنقرة التي تتخذ من اتفاق خفض التصعيد غطاء لنشر قواتها في إدلب، بالإضافة إلى أن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تبنت عملية إسقاط الطائرة الروسية سوخوي- 25 مساء السبت الماضي مرتبطة بتركيا.
ونسبت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إلى فلاديمير شامانوف رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي قوله الأربعاء إن روسيا تتحدث مع تركيا بشأن الوصول إلى موقع تحطم طائرة روسية من طراز سوخوي-25 أسقطت قرب إدلب في شمال سوريا. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف الأربعاء إن تنظيم جبهة النصرة مازال المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار في سوريا وليس فقط في منطقة إدلب.
وأوضح كوناشينكوف أن “حصول إرهابيي النصرة على صواريخ محمولة مضادة للطائرات يثير قلقا كبيرا”.
وأضاف “إرهابيو فرع القاعدة بسوريا أضحوا أداة مطيعة في أيدي البلدان المتطورة تقنيا غير الراضية عن دور روسيا الرئيسي في تحرير سوريا من داعش، غير أن التجربة التاريخية لا تدع مجالا للشك في أنه إذا ما أطعمت الإرهابيين اليوم، غدا سيضربون ظهورها”.
ولفت إلى أن روسيا تحسن باستمرار البنية التحتية للمرافق العسكرية في مطار حميميم وفي ميناء طرطوس في سوريا، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الروسية تحدد قنوات إمداد الإرهابيين في سوريا بمضادات الطائرات المحمولة وأنواعها.
وشدد كوناشينكوف على أن “ما يدعو إلى القلق هو حصول إرهابيي النصرة على منظومات مضادات طيران محمولة، والتي يمكن أن تستخدم ليس فقط في سوريا وليس فقط ضد الطائرات العسكرية”.
وقال “تعمل وزارة الدفاع على تحديد أنواع المنظومات المضادة للطيران المحمولة وقنوات إمداد الإرهابيين بها”.
وتزامنت الخطوة الروسية مع تصعيد النظام السوري لضرباته الجوية في منطقة الغوطة الشرقية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 23 مدنيا بينهم خمسة أطفال قتلوا في ضربات جوية على الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية والواقعة بالقرب من دمشق الأربعاء. ويأتي تجدد الغارات الأربعاء غداة يوم دموي تسبب في مقتل ثمانين مدنياً على الأقل بينهم 19 طفلا وإصابة مئتين آخرين بجروح، في آخر حصيلة أوردها المرصد الأربعاء. وحرك الهجوم على الغوطة الشرقية مياها راكدة في ملف اتهام دمشق باستخدام مواد كيميائية.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأربعاء أنها تحقق “في كل الادعاءات التي تتوافر فيها عناصر موثوقة” حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا وسط تقارير متزايدة عن حصول هجوم كيميائي نفذه النظام.
وبالتوازي مع هذه التطورات، أعلنت قيادة الجيش السوري تصديها فجر الأربعاء لضربات جوية شنتها إسرائيل على مواقع عسكرية للجيش السوري بريف دمشق.
وذكر بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة “أقدم طيران العدو الإسرائيلي في الساعة 3:42 من صباح اليوم (الأربعاء) (1:42 ت غ) على إطلاق صواريخ عدة من داخل الأراضي اللبنانية على أحد مواقعنا العسكرية بريف دمشق، وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي”. وأشار البيان إلى أن وسائط الدفاع “دمرت معظم الصواريخ”.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرارا أهدافا عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان “إن بعض الصواريخ الإسرائيلية أصابت أهدافا عسكرية قرب دمشق”.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “نظام الدفاع الجوي السوري تصدى لبعض الصواريخ لكن أخرى أصابت مستودعات للذخيرة بالقرب من جمرايا”.
وتبعد جمرايا نحو 10 كم شمال العاصمة دمشق وتضم مركزا للبحوث العلمية مرتبطا بوزارة الدفاع ومستودعات أسلحة لقوات النظام وحلفائه.