الوضع مرجح للمزيد من التصعيد
تخيم أجواء من التوتر على العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مع إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عن اعتزامه تنظيم عدد من الفعاليات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط الحكومة مع انتهاء المهلة التي وضعها أمام الرئيس عبدربه منصور هادي لإقالة حكومته.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يقود إلى إرباك جهود التحرير التي تجري على أكثر من جبهة مستفيدة من المناخ الذي خلفه لجوء الحوثيين إلى تصفية الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتوحيد أغلب القوى اليمنية ضدهم.
وقالت أوساط يمنية إن الوضع مرجح للمزيد من التصعيد إذا لم يبادر وسطاء لنزع فتيله، أو لم تقدم الحكومة على إطلاق تصريحات أو اتخاذ خطوات للتهدئة خلال الساعات الأولى لانقضاء المهلة.
وأصدرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة أحمد بن دغر السبت بيانا أعلنت فيه عن منع أي تجمعات أو اعتصامات أو مسيرات في عدن، محذرة مما وصفته بـ”استغلال الخلايا النائمة والجماعات الإرهابية كالقاعدة والحوثيين لهذه التحركات للانقضاض على أمن واستقرار وسكينة عدن”.
كما أشار بيان وزارة الداخلية إلى اتخاذ قرار “بمنع المجاميع المسلحة من دخول العاصمة المؤقتة عدن”.
وفي مؤشر آخر على حالة التأهب التي تشهدها عدن، حصلت “العرب” على وثيقة تتضمن صدور توجيهات عسكرية عليا إلى العمليات المشتركة بعدن تقضي برفع الاستعداد القتالي في الوحدات والمعسكرات والأجهزة إلى الدرجة الكاملة.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يضم رموزا سياسية الأحد الماضي أنه يعتزم الإطاحة بحكومة بن دغر بسبب مزاعم فساد وسوء إدارة إذا لم يقرر هادي إقالتها في غضون أسبوع.
وأعلن بيان المجلس الأحد الماضي وقوفه إلى جانب التحالف العربي في جهوده لتخليص اليمن من سيطرة ميليشيا الحوثي، وفي حربه ضدّ الجماعات الإرهابية، لكنه حمّل في المقابل سلطة هادي مسؤولية ما آلت إليه أوضاع جنوب اليمن من “سوء وانهيار” واصفا الحالة هناك بـ”غير المسبوقة على مختلف الأصعدة التي تتعلق بالحياة العامة والخدماتية حتى في أبسط صورها سواء في ما يتعلق بالكهرباء أو المياه أو الخدمات الصحية أو التعليمية”.
والتقى بن دغر، صباح السبت في مقر عمله بقصر “المعاشيق” في عدن، قائد قوات التحالف العربي العميد محمد الحساني، وقائد القوات السعودية في المدينة العميد سلطان بن فهد.
وقالت مصادر في الحكومة اليمنية في تصريح خاص لـ”العرب” إن اللقاء تناول حالة التوتر وإن قيادة التحالف العربي أبدت حرصها على المساعدة في تهدئة الشارع ووقف أي مظاهر للتصعيد خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
وقال سكان إنهم لم يلحظوا أي تدابير أمنية إضافية في عدن التي يتمركز بها جنود موالون لحكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي الذي تقوده السعودية.
لكن شهودا قالوا إن قوات حكومية انتشرت على الطرق المؤدية للقصر الرئاسي في منطقة المعاشيق حيث يوجد مقر الحكومة.
وأضاف الشهود أن الآلاف وصلوا إلى عدن قادمين من مختلف أنحاء ما كان يعرف باسم اليمن الجنوبي قبل أن يتحد مع اليمن الشمالي عام 1990 وذلك للمشاركة في تجمع من المتوقع تنظيمه اليوم الأحد.
وأكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح في اتصال هاتفي مع “العرب” من عدن أن “التصعيد الشعبي ضد حكومة بن دغر سيبدأ بمظاهر احتجاجية وهناك خطوات لاحقة لم يعلن عنها، وأن كل خطوة ستكون في وقتها وبحسب الظروف”.
وأضاف صالح أن الجنوبيين يأملون في أن “يسهم الرئيس هادي في تقليص الجهود وتوفير الوقت بإقالة الحكومة واستبدالها بحكومة كفاءات قادرة على النهوض بواجبها في هذه المرحلة الاستثنائية”.
وبمعزل عن هذا التصعيد بين أطراف الشرعية اليمنية، أحرزت القوات المدعومة من التحالف العربي تقدما لافتا في جبهة الساحل الغربي ووصولها إلى مشارف مدينة “حيس″، التي سيمثل تحريرها ثاني أكبر تحد للميليشيا الحوثية في محافظة الحديدة بعد تحرير مدينة “الخوخة”.
وفي محافظة تعز تواصل القوات المدعومة من التحالف تقدمها على مختلف الجبهات.
وفي تصريح لـ”العرب”، أشار الصحافي اليمني توفيق السامعي إلى أن “المعارك تزداد ضراوة وتتصاعد يوميا في أكثر من جبهة وخاصة الجبهة الغربية، والتي يراد من خلالها تأمين المداخل الغربية للمدينة امتدادا من ساحل المخا ومرورا بمعسكر خالد بن الوليد ومقبنة وجبل حبشي والضباب والربيعي ومدارات والسمن والصابون، وهذه جبهات مشتعلة منذ فترة طويلة".
وأضاف السامعي أن القوات الحكومية تركز أيضا على الجبهة الشمالية والجبهة الشرقية والتي أعلن السبت عن تحريرها.