أنفاق غزة تضع المواجهة مع إسرائيل في مرحلة اللا سلم واللا حرب

السبت 20 يناير 2018 12:10 ص
أنفاق غزة تضع المواجهة مع إسرائيل في 'مرحلة اللا سلم واللا حرب'

سلاح إستراتيجي

جنوب العرب - جنوب العرب - غزة

وصف محللون سياسيون فلسطينيون، التوجّه الإسرائيلي الجديد باستهداف الأنفاق الأرضية التابعة لفصائل فلسطينية والممتدة على طول قطاع غزة، ويخترق بعضها أراضي في الجانب الإسرائيلي، بـ"المعركة بين الحروب".

واستبعد المحللون، أن تُعجّل سياسة هدم الأنفاق من أي حرب جديدة بين الطرفين. والأنفاق هي قنوات أسفل الحدود بين غزة، وأماكن قريبة من قواعد عسكرية وتجمعات سكانية إسرائيلية محاذية للقطاع.

واعتبروا أن الأنفاق التي تبنيها فصائل فلسطينية تحت الأرض لمواجهة الجيش الإسرائيلي، أداة "واحدة" ضمن قوتها العسكرية وسلاحها الاستراتيجي، وليست "الأداة الوحيدة".

وفي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لجرّ الفصائل الفلسطينية إلى حرب جديدة، وفق المحللين، تحاول الفصائل عدم إعطائها مبررات تسوّغ شنّ أي حرب ضد غزة.

واعتقد المحللون أن فصائل المقاومة لن ترد على هدم أنفاقها، بردود "قاسية"، تمهّد لأي مواجهة عسكرية تتحضر لها إسرائيل.


أنفاق لتهريب السلاح

وخلال الأشهر الماضية، دمّر الجيش الإسرائيلي 4 أنفاق، تابعة للمقاومة، وفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية، آخرها نفق، السبت الماضي، تقول إسرائيل إنه يتبع لحماس ويستخدم لـ"تهريب أسلحة وصواريخ متطورة ويدخل ويخرج منه نشطاء من حماس من وإلى سيناء".

المحلل السياسي جهاد حرب، أشار أن فصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب عزالدين القسّام، الجناح المسلّح لحركة حماس، ستلتزم الصمت جرّاء استهداف الجيش الإسرائيلي لأنفاقها، خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال حرب "نمرّ في الوقت الحالي بمرحلة اللا سلم واللا حرب، وهي صعبة جداً وفي ذات الوقت هناك معارك تُدار بين إسرائيل والمقاومة، لكن ليست عنيفة".

واستبعد المحلل السياسي، أن تعجّل سياسة هدم الأنفاق من أي حرب مقبلة، في ظل محاولات إسرائيلية لجرّ الفصائل الفلسطينية لحرب جديدة، تلفت من خلالها الأنظار عن مدينة القدس، وسياساتها هناك.

لكن ذلك الأمر يبقى مرهوناً بسقوط شهداء من الجانب الفلسطيني أو قتلى إسرائيليين، جراء المواجهة "غير العنيفة" التي تدار بين الطرفين حالياً.

وأوضح حرب أنه في حال سقط ضحايا جرّاء القصف الإسرائيلي لغزة، أو قتلى بفعل سقوط بعض الصواريخ من القطاع داخل إسرائيل، قد يعجّل في المعركة، التي تترقبها إسرائيل.


حرب أخطر من العدوان

وأرجع المتحدث، محاولات الفصائل الفلسطينية لحدوث أي حرب جديدة ضد غزة، إلى توقعاته بأن تكون "أخطر وأصعب من العدوان الذي شنّته إسرائيل ضد القطاع منتصف عام 2014".

وفي 7 يوليو 2014، شنّت إسرائيل، حرباً على غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد" استمرت 51 يومًا، أدّت إلى مقتل ألفين و322 فلسطينيا، وإصابة نحو 11 ألفًا آخرين.

ورغم صمت فصائل المقاومة العسكري جرّاء استهداف أنفاقها الأرضية، إلا أنها تُدير معركة غير مباشرة مع إسرائيل، تستخدم في إطارها أدوات مختلفة.

ومن تلك الأدوات، بحسب حرب، "إتاحة المجال أمام بعض الأطراف لإطلاق صواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل (كما فعلت في الفترة السابقة) دون أن تتحمل المسؤولية عنها".

وأضاف "قد يكون هناك عمليات استطلاع من خلال طائرات بدون طيار تابعة للفصائل، والقيام بتجارب صاروخية في البحر".

ورأى المحلل السياسي، أن "تلك الأدوات والوسائل تستفز الجانب الإسرائيلي لكنّها لا تعطيه مبرراً لشن حرب جديدة ضد القطاع".


الحرب تخرج إسرائيل من أزمتها

وترغب إسرائيل بشنّ حرب على غزة كي تخرج من أزمتها الحالية، وتُشتت حالة التضامن الدولي الواسع مع الفلسطينيين، وفق حرب.

لكن الفصائل الفلسطينية، تدرك أنها في هذه المرحلة الصعبة التي تمرّ بها القضية بشكل عام، بحاجة إلى المزيد من "التحالفات الداخلية ترفع الغمة عن العلاقات الفلسطينية-الفلسطينية الداخلية"، بعيداً عن أي خسائر جديدة، قد تتسبب بها الحروب العسكرية، بحسب حرب.

كما قال المحلل السياسي حمزة أبو شنب "بتقديري تدمير الأنفاق لن يوصل الاحتلال والمقاومة لمواجهة عسكرية جديدة، لأن طبيعة المواجهة ودوافعها غير متوفرة في هذه المرحلة". وفسّر حالة المواجهة الحالية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بـ"المعركة بين الحروب".

كما رأى المحلل السياسي، أن المقاومة لم تلتزم الصمت جرّاء تلك المحاولات، إنما صمتها مرتبط بإدارة "حرب معلوماتية بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي".

واستبعد أبو شنب، أن تعجّل سياسة هدم الأنفاق من أي مواجهة عسكرية جديدة ضد غزة، حيث أن طبيعة إدارة الصراع والمواجهة بين المقاومة وإسرائيل في الوقت الحالي، لا ترتكز على قاعدة "الفعل ورد الفعل، إنما تستند إلى عوامل قواعد الاشتباك".


وسائل تكنولوجية

ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلي، حاول عام 2015، فرض قواعد جديدة للاشتباك مع فصائل المقاومة، من خلال تدمير الأنفاق عبر الدخول إلى الجانب الفلسطيني من غزة، إلاّ أن "موقف المقاومة والتصدّي لتلك المحاولات، فرض عليه التراجع".

كما أن فشل المحاولات الإسرائيلية لتدمير أنفاق المقاومة، دفعها للبحث عن وسائل أخرى. وتعتمد إسرائيل، إلى جانب الوسائل التكنولوجية في البحث عن الأنفاق، على المعلومات الاستخباراتية التي تحصل عليها من بعض منظومتها، مما يدفعها إلى البحث عن دقة تلك المعلومات، وشن هجمات ضد المواقع التي وصلتها، وفق أبو شنب.

ورغم أهمية الأنفاق، من وجهة نظر فصائل المقاومة في إدارتها للمعارك مع إسرائيل، كما يقول أبو شنب، إلا أنها تبقى "أداة" واحدة من أدوات المقاومة، وليست الوحيدة.

وتابع "منذ عام 2000 وفصائل المقاومة تبتكر أسلحتها وتطورها بصورة متواصلة ومكثّفة". ومع مواصلة إسرائيل سياستها في تدمير الأنفاق الأرضية، إلاّ أن دورها الهام "لن ينتهي"، حسب المتحدث ذاته. وأشار إلى وجود نمطيْن من أنواع الأنفاق الأرضية وهي "الدفاعية والهجومية".

وإن نجحت إسرائيل في الوصول إلى بعض الأنفاق الهجومية، فإنها لن تتمكن من التوصل أو الكشف عن الأنفاق الدفاعية، وفق أبو شنب.

وقال إن عنصر "المفاجأة يبقى من أهم عناصر الحروب لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، ولا أحد يتوقع طبيعة أسلحتها خلال أي مواجهة عسكرية قادمة".

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، فسر صمت فصائل المقاومة الفلسطينية تجاه تدمير أنفاقها بـ"وجود حسابات سياسية لديها".

وقال "مفهوم لدى المقاومة أن هناك خسائر عند تدمير أنفاقها، إنما الحساب السياسي يقتضي من المقاومة الامتناع عن الرد في هذه المرحلة بالذات".

وأرجع "عوكل" ذلك إلى أن "خسائر الدخول في أي حرب أو مواجهة عسكرية مع إسرائيل، ستكون أكبر من أضرار صبرها على تدمير الأنفاق".

التعليقات

ملفات ساخنة

السبت 20 يناير 2018 12:10 ص

أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن 4831 شخصا من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي، في خطوة تتنزل ضم...

السبت 20 يناير 2018 12:10 ص

 أوقفت فرقة أمنية مختصة عددا من القياديين في جبهة الإنقاذ الإسلامية المنحلة، وذلك في أعقاب بيان منسوب لما يعرف بمجلس إطارات الجبهة الإسلامية للإن...

السبت 20 يناير 2018 12:10 ص

برز ملف فاغنر في ليبيا مؤخرا بشكل بارز عقب اندلاع المواجهات المسلحة في السودان، والمخاوف من انتقالها إلى الجنوب الليبي. ومع مقتل زعيم فاغنر يفغيني بري...

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر