تشن السلطات الفرنسية حملة للحد من تكاثر الذئاب في بعض المناطق بالبلاد، حيث أدت الهجمات التي قامت بها تلك الحيوانات المفترسة إلى فقدان أكثر من 10 آلاف رأس ماشية هذا العام. وتحاول السلطات اتخاذ إجراءات للحد من تلك الهجمات، بما لا يخالف اتفاقية برن للعام 1979 والتي تحمي الذئاب من القتل.
بعدما كادت الذئاب أن تنقرض في أوروبا عادت وانتشرت بكثرة دافعة عددا من الدول إلى اتخاذ إجراءات للحد من تكاثرها منها فرنسا التي تخوض حربا على هذه الحيوانات المهددة للمواشي.
فبعدما كاد هذا النوع ينقرض تماما من الأراضي الفرنسية في العقود الماضية، عادت لتتكاثر وتنتشر فيها، كما هو الحال في أوروبا عموما.
10 آلاف رأس ماشية أكلتها الذئاب العام الحالي
ونتيجة لذلك، فقد المربون 10 آلاف رأس ماشية في هذه السنة وحدها في فرنسا، في ارتفاع بنسبة 10 % عما كان عليه في السنة الماضية، وتمول الدولة 80 % من إجراءات الحماية وتعوض على المتضررين لكن جزئيا فقط.
ولم يحل دون هذه الخسائر الإجراءات المتخذة، من الأسلاك المكهربة أو الكلاب الكبيرة المكلفة السهر على حماية القطعان في هذه المناطق البرية.
ويقول فريد بن حمو المتخصص في الحيوانات المفترسة "في البلدان التي لم يغب عنها الذئب مثل رومانيا وبولندا، الناس معتادون على ذلك، ويضعونه في إطار الحوادث الأخرى مثل سقوط القطيع في واد أو إصابته بمرض أو هبوب عاصفة عاتية".
لكن في المناطق التي يعود الذئب لاستيطانها بعد غياب طويل، كما هو الحال في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، "يثير الأمر توترا كبيرا لدى المربين".
الذئاب محمية بموجب اتفاقية برن
والذئاب محمية بموجب اتفافية برن الموقعة في العام 1979 وتشريعات أوروبية مقرة في العام 1992. وفي ظل هذه الحماية تمكنت هذه الحيوانات من أن تتكاثر وتعود لتستوطن المناطق الشمالية من جبال الألب، وأيضا مناطق جنوبية قريبة من المتوسط، ومساحات في جبال البيرينيه الشرقية المحاذية للحدود مع إسبانيا.
يتابع المكتب الوطني الفرنسي للصيد والحياة البرية هذه التطورات عن كثب، ويجوب مفتشوه سفوح جبال الألب لجمع بقايا من الذئاب لدراسة حمضها النووي وتحديد أنواعها.
ويعمد هؤلاء المفتشون إلى محاكاة أصوات الذئاب في شهر آب/ أغسطس من كل عام ليسمعوا رد الذئاب ويقدروا أعداد الصغار المولودة منها في الربيع.
وهذه الوسائل، إضافة إلى الصور التي تلتقطها الكاميرات الخفية، تتيح تقدير أعداد الذئاب، وهي تقدر حاليا بحوالى 360، علما أنها كانت 292 في العام السابق.
وفي مسعى للحد من تكاثرها وتهدئة غضب المربين، سمحت السلطات الفرنسية في العام 2004 صيد أعداد محددة منها بشروط صارمة. وكان العدد المحدد لهذا العام أربعين ذئبا.
لكن المربين يرون أن هذه الإجراءات خجولة مقارنة مع حجم المشكلة، ويطالبون بتوسيع هامش حريتهم في هذا الأمر.
من جهة أخرى، يندد المدافعون عن الطبيعة بهذه الإجراءات التي يقولون أن لا جدوى منها في وقف الهجمات.
ويقول فريد "ينبغي تعليم الذئاب ألا تقترب من الماشية، لكن الذئب المقتول هو ذئب لم يتعلم شيئا".
ومن الإجراءات التي يدعو هذا المتخصص لاتباعها إخافة الذئاب المهاجمة أو إصابتها بجروح خفيفة، وهو ما سيجعلها تتجنب في المستقبل ان تقترب من الماشية.